ما هي السكليروتيرابي؟
السكليروتيرابي هو إجراء طبي غير جراحي يُستخدم لعلاج الدوالي والأوردة العنكبوتية. يتم من خلال حقن مادة خاصة داخل الوريد المصاب، تؤدي إلى تهيّج بطانة الوريد ثم انسداده التدريجي واختفائه مع مرور الوقت. يُعتبر هذا العلاج فعالاً وسريعاً ولا يتطلب تخديراً عاماً أو إقامة في المستشفى، ويُجرى عادةً في العيادات المتخصصة.
تاريخ السكليروتيرابي
بدأت المحاولات الأولى لاستخدام الحقن لإغلاق الأوردة في القرن التاسع عشر، إلا أن المواد المستعملة في ذلك الوقت لم تكن آمنة وتسببت بمضاعفات عديدة. مع تطور الطب وظهور مواد مُصلبة حديثة وآمنة، أصبح السكليروتيرابي أكثر نجاحاً وأقل خطورة. في الوقت الحاضر يُعد هذا العلاج من الخيارات القياسية لمعالجة الدوالي في مختلف المراكز الطبية حول العالم.
كيفية إجراء السكليروتيرابي
يُجرى هذا الإجراء عادةً في عيادة طبيب مختص بالأوردة. يقوم الطبيب بتحديد الأوردة المستهدفة، ثم يحقن مادة مصلبة باستخدام إبرة دقيقة داخل الوريد. تؤدي المادة إلى التهاب بطانة الوريد والتصاق جدرانه، مما يؤدي إلى إغلاقه. بعد ذلك يتجه الدم إلى الأوردة السليمة المجاورة، بينما يختفي الوريد المعالج تدريجياً. تستغرق الجلسة عادة أقل من ساعة.
استخدامات السكليروتيرابي
أكثر استخدام شائع للسكليروتيرابي هو علاج الأوردة العنكبوتية والدوالي السطحية الصغيرة إلى المتوسطة. كما يُستخدم أحياناً في علاج البواسير وبعض التشوهات الوعائية. يلجأ المرضى إلى هذا العلاج لأسباب تجميلية وكذلك للتخفيف من الأعراض المزعجة مثل الألم والثقل في الساقين. وبفضل فعاليته وأمانه، يُعتبر خياراً أولياً في العديد من الحالات.
الفوم سكليروتيرابي
في تقنية الفوم سكليروتيرابي، يتم خلط المادة المصلبة لتكوين رغوة (فوم) قبل حقنها داخل الوريد. تسمح هذه الرغوة بتغطية مساحة أكبر من جدار الوريد، مما يزيد من فعاليتها. تُستخدم هذه الطريقة بشكل خاص لعلاج الأوردة الأكبر حجماً أو الأعمق، وغالباً ما تُجرى تحت توجيه الأشعة الصوتية (الدوبلر) لتحقيق دقة أكبر ونتائج أفضل.
مزايا السكليروتيرابي
يمتاز هذا العلاج بأنه بسيط، سريع، وذو تكلفة مناسبة مقارنةً بالعمليات الجراحية. لا يحتاج المريض إلى تخدير عام أو فترة نقاهة طويلة، ويمكنه العودة إلى نشاطاته اليومية فوراً. بالإضافة إلى ذلك، يوفر نتائج تجميلية ملحوظة، حيث تختفي الأوردة غير المرغوبة تدريجياً. ويُعد انخفاض نسبة المضاعفات مقارنة بالخيارات الجراحية من أبرز مزاياه.
المضاعفات المحتملة للسكليروتيرابي
رغم أن السكليروتيرابي يُعتبر آمناً، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية المؤقتة مثل الاحمرار، التورم أو الكدمات في موقع الحقن. في حالات قليلة قد يحدث تغير في لون الجلد أو تكوّن جلطات صغيرة سطحية. أما المضاعفات الخطيرة مثل التخثر الوريدي العميق فهي نادرة جداً. اختيار طبيب متخصص واتباع تعليماته يقللان بشكل كبير من هذه المخاطر.
العناية بعد السكليروتيرابي وفترة النقاهة
عادةً يُنصح المريض بارتداء الجوارب الضاغطة لعدة أيام أو أسابيع بعد العلاج. يُشجع على المشي مباشرة بعد الجلسة لتحفيز الدورة الدموية، مع تجنب الوقوف الطويل أو ممارسة الرياضات الشديدة مؤقتاً. من الطبيعي حدوث بعض الكدمات أو التورم الخفيف، لكنها تختفي خلال أسبوعين تقريباً. فترة النقاهة قصيرة وغالبية المرضى يعودون إلى حياتهم الطبيعية سريعاً.
من هم المرشحون المناسبون للسكليروتيرابي؟
يُعتبر هذا العلاج مناسباً للأشخاص الذين يعانون من أوردة عنكبوتية أو دوالي سطحية صغيرة إلى متوسطة. يجب أن يكون المريض بحالة صحية جيدة وألا يعاني من حساسية تجاه المواد المُستخدمة. النساء الحوامل والأشخاص المصابون بجلطات نشطة أو أمراض وعائية خطيرة عادةً لا يُنصح لهم بهذا العلاج. يقوم الطبيب بعد الفحص السريري بتحديد مدى ملاءمة المريض.
عدد الجلسات المطلوبة للسكليروتيرابي
يختلف عدد الجلسات من مريض إلى آخر حسب حجم وعدد الأوردة المصابة. بعض المرضى يحصلون على نتائج مرضية من جلسة واحدة، بينما يحتاج آخرون إلى عدة جلسات متباعدة بعدة أسابيع. يسمح هذا الفاصل الزمني للوريد المعالج بالامتصاص تدريجياً قبل إعادة الحقن عند الحاجة.
متى تظهر نتائج العلاج؟
تبدأ النتائج بالظهور عادة بعد أسابيع قليلة، حيث تتلاشى الأوردة تدريجياً. في الأوردة الصغيرة قد تكون النتائج أسرع، بينما الأوردة الكبيرة تحتاج فترة أطول تصل إلى عدة أشهر. بشكل عام، يحقق معظم المرضى تحسناً ملحوظاً في المظهر الجمالي للساقين وانخفاضاً في الأعراض المزعجة.